كتابات وآراء


18 أكتوبر, 2018 01:42:00 م

كُتب بواسطة : فراس اليافعي - ارشيف الكاتب



لا شك أن تنظيم القاعدة في اليمن يعيش آخرمراحله العمرية، وأصبح يلفظ أنفاسه الأخيرة في حضرموت التي تم تطهيرها من عناصره بقواتمن الجيش الوطني وعناصر من القوات الخاصة السعودية والإماراتية بإسناد من طائرات التحالف،وتعدّ عملياته الغادرة في المكلا دليل على احتضاره وإن كانت ببصمات داعش، شقيقة القاعدةوأحد أوجهها القبيحة.   يتوهم الانقلابيون الحوثيونوأذناب المخلوع صالح،بأن ورقة الإرهاب ستكون هي الرائجة في المناطق المحررة ومحافظاتالبلاد الغنية التي تخلصت من دنس الانقلابيين، لحصد ثمار ذلك دوليا وتسويقه على أنالتخلص من مليشياتهم يعني زرع بيئة خصبة للإرهاب، وهي فعلا ما زرعها المخلوع طوال عقودلتصبح صورة نمطية عن اليمن، وهو ما جعله يعتقد أن بإمكانه استغلال ذلك في الوقت الحالي،على الرغم من الفارق الشاسع بين الظرفين. بات ما يصنعه الانقلابيين في محافظات الجنوبإرهاب وترويع نكالا ووبالا عليهم، وها قد أصبحت ورقتهم الأخيرة هدفا معلنا لقوات التحالفالعربي المشترك بقيادة المملكة العربية السعودية، والتحالف الإسلامي، ليصبح الانقلابيينوسط كماشة ونهاية محتومة لا بد منها، ما دفعهم إلى إعلان عدم موافقتهم على إصدار بيانيؤكد دعمهم للعمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة، فلم يعد هناك مجالا لتورية ذلك، وأصبحوايحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أوراقهم السياسية القذرة. للإرهاب وجوه متعددة، لكنالحوثيين والموالين للمخلوع جمعوا معظم وجوه الإرهاب هذه، فمارسوا الإرهاب السياسيوالإرهاب المجتمعي والإرهاب المذهبي ويواصلون شتى صنوف ذلك على اليمنيين بتواطؤ منالمجتمع الدولي، ولو لا أن تفطنت دول الإقليم لذلك لأصبح اليمن إيراني يعبث بدول الجزيرةالعربية من عدة اتجاهات. التحالف العربي أعلن مؤخرا انطلاق عملياته العسكرية المشتركةضد تنظيم القاعدة في اليمن، وأسفرت عملية حضرموت العسكرية عن مقتل أكثر من800 عنصرمن عناصر القاعدة وقياداتهم، لتؤكد للعالم جديتها في البحث عن الاستقرار في اليمن،بعيدا عن الحروب والصراعات الداخلية والمآسي الإنسانية، على عكس ما يروج له أعداء السلاموالرخاء والاستقرار وخصوم التنمية. لم يعد هنالك مجال للانقلابيين ومليشياتهم ومشروعهمالإيراني لإيجاد مخرج من ورطتهم التي أوقعوا أنفسهم فيها بمشورة من طهران، وبات المجتمعالدولي يحاول إيجاد مخرج للأزمة اليمنية على طاولات الحوار، لكن فرصتهم هذه تتلاشىشيئا فشيئا أمام تعنتهم وتكرار أخطائهم السابقة، وهو ما قد يدفع التحالف العربي المشتركإلى خوض معركة صنعاء بعد ان ترك مجالا للحلول السلمية التوافقية التي يرفضها هؤلاءعبر مماطلتهم وتجاوزاتهم وخروقاتهم المستمرة، ويضع حدا لطموحاتهم المراهقة، ويدفع اليمننحو الاستقرار والبناء والتنمية.

 

*رئيس مؤسسة (الحقيقة) للإعلامرئيس التحرير