تبدو ملامح النصر لهذا الوطن المكلوم تلوحفي أفق المستقبل القريب، والقريب جدا، بعد عام يكتمل السبت الـ26 من مارس، على انطلاقة الأمل الكبير متمثلا في (عاصفة الحزم) التي خلقتحالة من التفاؤل لدى اليمنيين جاء من رحم انهيار وشيك وتام لدولتهم التي حاول المخلوعالهرم علي صالح ومراهق مرّان عبدالملك الحوثي اختطافها عنوة بعد أن جمعهما الحضن الإيراني. استكملت عاصفة الحزم عامها الأول، ويبدو المشروعالإيراني في اليمن يهرول نحو التضاؤل والزوال، مع استمرار التقدم الميداني لقوات الجيشالوطني والمقاومة واستعادة الحكومة الشرعية سيطرتها على معظم أجزاء البلد،وتقلص نفوذالانقلابيين وتلاشي قدراتهم العسكرية بفضل طائرات التحالف العربي المشترك بقيادة المملكة العربية السعودية التي ظلّ أزيزهاطوال عام كامل يحلق في سماء اليمن يترصّد تحركاتهم ويشلّ قدراتهم، حتى أجبر الحوثيينعلى الخضوع لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2216 التي تتحدث أبرز بنوده عن الانسحابالكامل من المدن التي سيطروا عليها وتسليم أسلحتهم للدولة، وهو ما كان يرفضه المتمردونويصرون على إقحام البلد في حرب تسببت بانهيارالدولة على كافة الأصعدة، وباتوا الانعلى استعداد للتفاوض بشأنه. استقوى صالح والحوثيعلى الدولة مستغلين التركة المترهلة التي تركها نظام الأول على قوات الجيش اليمني الذيتتعدد ولاءاته ومعتمدين على الترسانة العسكرية التي كان يعدّها صالح على مدى السنواتالأخيرة للحرس الجمهوري(العائلي) بقيادة نجله، كأدوات للانقلاب على نظام الحكم بدعمإيراني، لكن الأشقاء العرب بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،فطنوا لمخطط إيران عبر أدواتها في اليمن، ليحول التحالف دون ذلك الوهم الذي باع المخلوعصالح والمراهق الحوثي نفسيهما له. كان الرئيسهادي واثقا من مساعدة اشقاءه العرب حينما طلب المساندة لدعم الشرعية ورفض الانقلاب،وأمام عدم بقاء خيارات أمامه تعدّ هذه الخطوة مثالية وها قد آتت أكلها، وجعلت للأمةالعربية والإسلامية درعا عسكريامكونا من 35 دولة عبر غرفة عمليات مشتركة مقرها العاصمةالسعودية الرياض، وهو ما كان يرنوا إليه الكثير من العرب والمسلمين. ولم تقتصر مساندة دول التحالف للشرعية في اليمنعلى الإسناد العسكري الجوي والبرّي وحسب، بل تواصلت لتشمل البعد الإنساني وإصلاح ماأفسدته الحرب حتى يتجاوز اليمنيون مرحلتهم المؤلمة هذه التي أرادتها إيران، في حينتحاول دول التحالف بقيادة المملكة لملمة جراح اليمنيين وإعانتهم، وشتان بين نوايا الفريقين..وبالطبعفإن اليمنيين يدركون حجم الدور البارز الذي يقوم به الاشقاء تجاههم. في المقابل، يحاول اليمنيون وخصوصا في عدن،عاصمةالبلاد المؤقتة، رد الجميل الذي سيبقى على مرّ الزمان حاضرا في أذهانهم، من خلال الابتهاجبالأعياد الوطنية لعدد من الأعياد والمناسبات الوطنية الخاصة بدول التحالف ولا سيماالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وبقية الدول بواسطةحملتي" شكرا مملكة الحزم" و" شكرا إمارات الخير"، إلى جانب رفعصور زعمائها على شوارع المدينة وتسميتهم بها، لتبقى هذه الميزة تتفرد بها مدينة عدنالتي رفعت اكثر من 60 لوحة إعلانية كبرى تشارك فيها الأعياد الوطنية للأشقاءوأخرى لقادة هذه الدول، حتى غدت المدينة عاصمة للوطن العربي بأسره. حملتي الشكر هذهحملت على عاتقها الوفاء لجميع هذه الدول التي شاركت في إعادة رسم البسمة على وجوه اليمنيينبعد إفساد محاولة إيقاع البلد في فخّ المليشيات المتمردة التي لا تعترف بشيء سوى البطشبخصومها، حيث نظّمت تظاهرات داعمة لدول التحالف في الداخل وأخرى في كل من بريطانياوالصين وأمريكا،لتؤكد للعالم حجم الخلاص الذي رسمه التحالف لليمنيين عن طريق التصديللانقلابيين ومشروعهم البغيض، رغما عن التحديات المادية التي تعترضها.
*رئيس مؤسسة (الحقيقة) للإعلامرئيس التحرير