كانت المملكة العربية السعودية ولا زالتالسند القوي والداعم الأساسي لليمن طوال سنوات مضت ، وبقيادة خادم الحرمين الشريفينالملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس عبدربه منصور هادي ، تسير العلاقات اليمنيةالسعودية في اتجاه أقوى وأمتن ، علاقة أخوية متميزة ومشتركة بين دولتين جارتين قهرتامنذ وقت مبكر كل أسباب الخلاف والاختلاف وشيدتا جسور الود والاحترام المتبادل بينهما .
يسمي اليمنيون المملكة العربية السعوديةبالشقيقة الكبرى ، ولا غرابة في ذلك ، فهي سند اليمن في وقت الشدائد والرخاء على السواء، قدمت السعودية لشعب اليمن أكثر من 50 مليار دولار خلال السنوات الماضية، ولولا هذاالدعم لما كان الاقتصاد اليمني مستقرا خلال سنوات طويلة مضت .. استهدفت المملكة العربيةالسعودية باستثماراتها مشروعات الصحة والتعليم والاسكان والسياحة ، وفي آخر 8 سنواتمضت ، قدمت مملكة الخير دعما لليمن يتجاوز 9 مليارات دولار .
في 2011 وحين كانت رياح التغيير قد عصفتبكثير من البلدان ، رعت المملكة العربية السعودية المبادرة الخليجية لتوفق بين اليمنيينوتجنبهم الحرب الاهلية وترعى لهم حلا يجنب البلاد الحرب على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وعقب الانتقال السياسي قدمت المملكة العربية السعودية في العام 2012 مليار دولاركوديعة في البنك المركزي اليمني لدعم استقرار العملة اليمنية قبل ان تلحقه بالعام 2017م بمليارين اضافيين لدعماستقرار العملة لتصبح الوديعة السعودية لليمن ثلاثة مليارات ريال .. خصصت السعوديةمبلغ 1.75 مليار دولار لتمويل مشروعات إنمائية واقتصادية، وصحية وأكاديمية، ومساعداتإنسانية طوال ثمان سنوات مضت ، بالإضافة إلى500 مليون دولار لتمويل وضمان صادرات سعودية ، كما ساهم الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ100 مليون دولار لدعم قطاع الكهرباء في اليمن .
اما خلال العامين الاخيرين فقد تجاوز حجمالمساعدات التي قدمتها السعودية إلى اليمن 8 مليارات دولار، شملت المساعدات الإنسانيةوالإغاثية والتنموية والحكومية، إلى جانب دعم البنك المركزي اليمني.
ظلت السعودية تقدم الدعم تلو الدعم خشيةانهيار الاقتصاد اليمني الذي ساعده دعمها المتوالي على تجنب كثير من الأزمات ، كل ذلكفي وقت السلم ، وحين اجتاحت المليشيات الحوثية المدن مستكملة انقلابها على الشرعيةكانت السعودية في مقدمة المتصدين لهذا العدوان الحوثي ، وكما استجابت دائما لطلباتالقيادة اليمنية في وقت السلم ، استجابت لطلب الرئيس هادي في وقت الحرب ، وقادت تحالفاعربيا عريضا لتخليص اليمن من أسوأ مليشيات عرفها التاريخ .
اليوم يسير البلدان على خط واحد ، ويجمعالشقيقان مصيرا مشتركا ومعركة مشتركة ، تقف السعودية الى جانب اليمن لاعادة الشرعيةلانها تدرك ان الشرعية اذا فقدت فستضيع اليمن ، تحرك السعودية كل امكانياتها العسكريةوالمدنية لصالح اليمن ، وفي الوقت الذي يقاتل فيه جنودها وطائراتها الى جانب الشرعيةاليمنية ضد المليشيا الكهنوتية ، يبدأ برنامج اعادة الاعمار الذي خصصت له السعودية10 مليار دولار كما أعلن ذلك فخامة الرئيس هادي ، ولتدخل اجراءات اعادة الاعمار حيزالتنفيذ فقد صدر مرسوم ملكي سامي بتعيين سعادة السفير محمد آل جابر سفير المملكة لدىاليمن مشرفا عاما على برنامج اعادة الاعمار في اليمن .
حقيقة ندركها ويدركها الشعب اليمني ، وقتالشدائد والمحن تولي اليمن وجهها شطر السعودية ، ويأتي الرد السريع العاجل دائما وأبدامن الأشقاء في المملكة بالوقوف الى جانب اليمن والتدخل السريع لانقاذه ومعالجة ازماته، وما تحركات السعودية لانقاذ الاقتصاد اليمني طوال سنين طويلة مضت الا مثال بسيط علىذلك .
تعجز السطور عن التعبير عما تكنه القلوبمن مشاعر الفخر والاعتزاز والوفاء لمملكة الخير ولملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفينالذي جسد ويجسد صورة رائعة من وقوف الجار الى جانب جاره والشقيق الى جانب الشقيق ،وستبقى العلاقات اليمنية السعودية تشهد ازدهار ونموا مضطردا على كافة الأصعدة لما فيهمصلحة للبلدين والشعبيين الشقيقين الى ان يرث الله الارض ومن عليها .
حفظ الله مملكة الحزم وقيادتها الحكيمة وداموا اخوة كرماء محبون لليمنوشعبها ، وستبقى مواقفهم خالدة في ذاكرة اليمنيين كدين على الاجيال تجاه الشقيقة الكبرىالتي مهما قلنا لن نوفيها حقها في الوقوف الى جانب اليمن واليمنيين وتبنيها لمعالجةأزماتهم وحل مشكلاتهم السياسية والاقتصادية .. ودام الوفاق والاتفاق والمصير المشتركوالتعاون الاخوي هو ما يسود العلاقة بين الدولتين الجارتين والبلدين الشقيقين .
*رئيس مؤسسة (الحقيقة) للإعلامرئيس التحرير